الجمعة، 10 أبريل 2020

كشف البهتان في طعن "أبي رغال" بنَسَب ابن قَصّان البكري السُلطان


كشف البهتان في طعن "أبي رغال" بنَسَب ابن قَصّان البكري السُلطان
----------------------
روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراًأو ليصمت). وروي عن الصديق أبي بكر رضي الله عنه،أنه قال: "البلاء موكل بالمنطق".فكل ما ينطق به المرء يكشف حقيقته و مدى فهمه وتفكيره .
وإن مما ابتُلِيَت به ساحة علم التاريخ والأنساب ظهور بعض ممن
يدعون العلم؛ ممن تحصّلوا على شهادات لا تساوى المداد الذي
كُتبَت به. قال الخليل بن أحمد: "الرجال أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك نائم فأيقظوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فأرشدوه، ورجل لا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه".


خرج علينا "حازم زكي بكري" بفيديو تضمن رداً – كما يتوهم - على مقالٍ نُشر في جريدة
الإندبندنت البريطانية بالعربية. والذي تناول علاقة القرن الأفريقي بصعيد مصر، والذي حمل عنوان: (القرن الأفريقي والصعيد… هجرات وقرابة ...عائلات تشترك في النسب والمسار التاريخي)، بقلم الكاتب والصحفي الصومالي/ محمود محمد حسن عبدي.
وفي ذلك المقال تناول الكاتب العلاقة القديمة بين الصعيد المصري ودول القرن الأفريقي وخاصة الصومال وقد نقل الكاتب عن الباحث:أحمد عبد النبي الدعباسي القصاصي البكري؛ معلومات تاريخية مهمة تخص قبيلة بني قَصّة البكريين، الذين تواجدوا في مقديشو "عاصمة الصومال" قديماً.
فذكر– الدعباسي -أن مِن أقدم مَن تسلطن بعد دخول الإسلام والعرب هناك، كان الشيخ (أبوبكر فخر الدين ابن قَصَّان)، وذلك عام 1100 م / الموافق 493 هـ، ويعود نسب هذا السلطان إلى قبيلة قصاص (بنو قَصّة) البكريين، والذين استوطنوا الصعيد في بلاد البهنساء و بلاد الأشمونين، التي عُرِفَت عند المؤرخين ببلاد قريش.
وقد انتشر بنو قصّة الطلحيين البكريين جنوباً وغرباً وشرقاً، فكانوا أكثر ذرية الصديق– رضي الله عنه – انتشاراً،حسب وصف علماء التاريخ والأنساب.
إلّا أن مُدّعي العلم:"حازم البكري" في خلال انتقاده لهذه المعلومات عبر الفيديو الذي قام بنشره على صفحته على الفيس بوك، ادّعى أن الدعباسي استشهد بما يدينه، وينفي نسبه عن البكريين، ويجعلهم من البربر. حيث أن السلطان أبو بكر بن فخر الدين ابن قَصّان– حسب زعم حازم - من البرابرة ! (انظر صورة 1 : وفيها نص كلام حازم)



وهو بحسب ما فهمه المدعو/ حازم زكي بكري،مما نقله عن كتاب "التأثير الحضاري الإسلامي في شرق أفريقيا من القرن الخامس الهجري حتى السابع" تأليف الدكتور محمد علي عمر الخويلدي.
والطامة الكبرى أن هذا الرجل –حازم - والذي يدّعي أنه عالم ومحقق في الأنساب، حتى أنه وصف نفسه بأنه:(وريث الصديق أبي بكر في علم الأنساب). هذا الشخص لم يعرف حتى قراءة النص جيداً!
فالكاتب "د.محمد علي عمر" ذَكر سلطنة الشيخ (أبو بكر بن فخر الدين القَصّي) والتي كانت كما قلنا سنة 1100م / 495 هـ، في معرض كلامه عن مملكة هرر بالقرن الأفريقي، ثم انتقل إلى ماذكره الرحالة الشهير "ابن بطوطة"، من مشاهد في رحلته الشهيرة. حيث زار مقديشو، والساحل الأفريقي، ووصف السلطان هناك بأن اسمه:(أبو بكر بن الشيخ عمر، وهو في الأصل من البرابرة ويتكلم بلسان مقديشي ويعرف العربية).
وأما ابن بطوطة فهو من أهل القرن الثامن الهجري، حيث بدأت رحلته الشهيرة في عام 725هـ، وانتهت في سنة 752 هـ. فهذا السلطان الذي قابله هناك والذي هو من أهل القرن الأفريقي، ويتكلم بلسان أفريقي، وله دراية باللسان العربي، واسمه "أبو بكر بن الشيخ عمر" :( لا علاقة له بالسلطان الشيخ أبو بكر بن فخر الدين ابن قَصّان البكري، الذي عاش في القرن الخامس والسادس الهجري، حيث تولى السلطنة في عام 495 هـ، و ظل فيها لمدة 17 عاماً).
فذلك شخص و هذا شخص اخر في زمنين مختلفين يفصل بينهما ثلاثمائة عام ( القرن الخامس الهجري و القرن الثامن الهجري).
وهنا يظهر أن المدعو / "حازم" عَجَز عن قراءة النصوص التاريخية والتفرقة بين الفترات الزمنية وبين الشخصيات التاريخية .
فالكتاب والنص اللذان استشهد بهما دليلاإدانةعليه، وليسا حجة له. (صورة 2)


وإليكم صورة النص الذي استشهد به "حازم": (صورة 3 و4)



صورة3



صورة 4



وأما الخطأ الثاني الذي وقع فيه حازم فهو:
------------------------------------
جهله بالإثنيات العرقية، واختلافات الأجناس. فالسلطان (أبو بكر بن الشيخ عمر) والذي وصفه ابن بطوطة بأنه من البرابرة،أي مِن الزنوج، والذي يتكلم بلغة مقديشو، وهو ليس من قبائل البربر العريقة التي وجدت في بلاد المغرب وخاصة أن ابن بطوطة من بلاد المغرب، والذي ينتمي لقبيلة لواتة،احدى قبائل البربر الكريمة.
وأما كلمة (البرابرة): فحسب ما جاء في المعجمأنها كانت تُطلق في
الماضي على سكّان بلدان البَرْبَر في شمال إفريقية (الأمازيغ)،
ويُطلق هذا الاسم الآن على الزنوج

وكما يتضح من سياق كلام ابن بطوطة أن هذا السلطان رجل من الزنوج الأفارقة. فأي جهل وعدم دراية هذه يا حازم؟ حتى قراءة النص التاريخي الذي يستشهد به لم يَعرف أن يُفرِّق فيه بين الشخصيات والأزمنة التاريخية، ولا بين الإثنيات العرقية.

فأي باحث هذا؟إن أمثاله لعار على هذا العلم الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق