الخميس، 6 سبتمبر 2018

الروض المعطار فيمن انجبته إسنا من علماء الديار

الروض المعطار فيمن انجبته إسنا من علماء الديار ( الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن القرشي الاموي الاسنوي)


إسنا بلدة قديمة و كورة من كور الصعيد ذكرها العديد من الرحالة و المؤرخون العرب و المسلمون زارها الرحالة ابن بطوطة المتوفي سنة 779هـ ة هي من جملة الديار التي مر بها و تكلم عنها في رحلته المسماهتحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"  فقال عنها : (ثم سافرت منها إلى مدينة أسنا  وضبط اسمها بفتح الهمزة وإسكان السين المهمل ونون، مدينة عظيمة متسعة الشوارع، ضخمة المنافع، كثيرة الزوايا والمدارس والجوامع، لها أسواق حسان وبساتين ذات أفنان، قاضيها قاضي القضاة شهاب الدين بن مسكين، أضافني وأكرمني وكتب إلى نوابه بإكرامي، وبها من الفضلاء الشيخ الصالح نور الدين علي والشيخ الصالح عبد الواحد المكناسي وهو على هذا العهد صاحب زاوية بقوص.)

و قد انجبت إسنا كثيرا من العلماء النجباء فقد كانت مدينة للعلم بها مدارس للحديث و كانت قاعدة لنشر المذهب السني ايام الدولة المملوكية .
و من هؤلاء العلماء النجباء و الفقهاء الفضلاء شيخنا العلامة شيخ الاسلام جمال الدين عبد الرحيم 
بن الحسن بن علي  القرشي الاموي الاسنائي الشافعي من علماء الشافعية .

يرجع نسبه الى بني أمية من ذرية الحكم بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي .
ولد بأسنا
 سنة 704 هـ قدم الى مصر سنة 721هـ و سمي على اسم عمه الذي توفي قبل مولده بيسير و كان اسم عمه جمال الدين عبد الرحيم بن علي .
نشأ بإسنا و تعلم بها القرآن و توفي ابوه سنة 718هـ قدم الى القاهرة سنة 721 هـ و نزل بدار الحديث الكاملية بالقاهرة .

المدرسة الكاملية :
المدرسة الكاملية أنشأها الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي لدراسة الحديث وكان ذلك في عام 622هـ- 1225م. و تقع بقايا المدرسة الكاملية في القاهرة على الجانب الغربي لسوق النحاسين وإلى الناحية الشمالية لمدرسة وضريح برقوق، ولم يبق منها سوى بقايا الإيوان الغربي.







الايوان الغربي المتبقي من المدرسة الكاملية

شيوخه: 
- تفقه الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن بن علي الاسنائي على جملة من أهل العلم  فمن  شيوخه  : الشيخ قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي
الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن سليمان الوجري
الشيخ علاء الدين علي بن اسماعيل بن يوسف القونوي
الشيخ مجد الدين بن ابي بكر بن اسماعيل بن عبد العزيز السنكلومي
الشيخ تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي السبكي
الشيخ بدر الدين محمد بن اسعد التستري
النحو عن الشيخ ابي الحسن علي بن احمد بن محمد الانصاري و الشيخ أثير الدين بن ابي حيان محمد بن يوسف بن علي الاندلسي .
وصفه الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي في ترجمة له فيقول :
( .. و قد برع في الفقه و أصوله و جمل النحو و فصوله  حتى صار في الفقه اوحد زمانه و  في الاصول فارس ميدانه و في اللنحو ترجمان لسانه  سلك من طريق العلوم افسح المسالك و ادرك من تحقيق الفهوم انقح المدارك جرد الهمة لما درس من معاهد التدريس طار اسمه في الاقطار فعلا و سار علمه في الامصار فحلا و صار حلمه في الاعصار مثلا فان ذكر النسب فهو في درجة عليائة و اذكر الادرب فهو حامل لوائه و ذكر التصون و العفاف فهو دوجريجه و ان ذكر الفقه و النظر فهو ابن سريجه و ان ذكر الاصول فهو اصيله و اثيبه و ان ذكر النحو و العروض فهو خليله و ان ذكر التاريخ فهو انسان عيونه و ان ذكر الحديث فهو لسان متونه واذا ذكر التوحد في تأويل التنزيل فهو سعيد بن جبير و ان ذكر التفرد فهو ابو السليل ضريب ابن نقير و ان ذكر التفوه بالحكم فما قس بن ساعدة و ان ذكر التوجه في الظلم فما ريحانة العابدة و ان ذكر بذل الفضل فهو عديه و حاتمه و ان ذكر قول العدل فهو وليه و حاكمه و ان ذكرت السباق فهو صهيبها و بلالها و ان ذكرت مكارم الاخلاق فهو صهيبها و بلالها وكان بحرا لا تكدره الدلاء و حبرا لا يضجره الاملاء و تبرا لا يغيره الابتلاء ان جلس مع اهل الدنيا فهو سيدهم و ان حضر مع اصاغر طلبته فهو احدهم لا يستأثر عليهم بمأكل ولا بمشرب و ليس له عن طالبيه مفر و لا مهرب لا يطوي عن احدهم شرا و لا يلوي عنقه عن السائل كبرا و لا يأوي الى حب التعاظم فخرا ولا ينوي لاحد من أهل الدين غدرا
 سما عن سمات الغدر فهو نزيه .. فليس له في فيما رأيت شبيه
فما ناطق في الكون الا بعلمه .. واحسانه في الخافقين يفوه .)
تصدى للافتاء سنة 727هـ حتى وفاته.
بعض من تخرج على يديه من العلماء:
- تخرج عليه كثير من الائمة الفضلاء منهم  :
الشيخ ابي الحسن علي بن أحمد الانصاري و الشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن ابراهيم ابن القماح و اولاد شيخه الشيخ علاء الدين القونوي الثلاثة الشيخ محب الدين محمود و الشيخ بدر الدين الحسن و الشيخ صدر الدين عبد الكريم و ايضا ممن تخرج على يديه من جملة المشايخ الشيخ جمال الدين بن محمد بن عبد الرحيم بن الاسيوطي و ممن سمع عليه الحديث جماعة من الائمة منهم الشيخ شمس الدين ابو العباس أحمد بن محمد بن سند اللخمي و الشيخ جمال الدين ابو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي و أخرون .
من مصنفاته و مؤلفاته :
كتاب المهمات ثمان مجلدات في الكلام على مواضع في شرح الرافعي الكبير 
الهداية في أوهام الكفاية و شرح البيضاوي في مجلد و منها التصحيح و التنقيح يتعلقان بالسنة و من مؤلفاته زوايد المحصول و الاحكام و اصول بن الحاجب على منهاج البيضاوي و منها كتاب التمهيد فيما ينبني من المسائل الفقهية على القواعد الاصولية و منها كتاب الالغاز و منها كتاب احكام الخنائي و منها كتاب شرح عروض بن الحاجب و منها كتاب الجمع و الفرق و من التآليف التي لم يكملها و مات عنها شرح المنهاج للنووي و شرح التنبيه و مختصر الشرح الصغير للرافعي و كتاب البحر المحيط و شرح لالفية بن مالك و غيرها .
المهام التي وكلت اليه :
تصدر للتدريس في المدرسة الاقبغاوية و بالمدرسة الفارسية و درس  التفسير بجامع ابن طولون و ولي تدريس المدرسة الفاضلية و لم يتناول من معلوم التدريس شيئا مدة ولايته و هي 8 سنين بل عمر اوقافها حتى صارت اجرتها ضعفي ما كانت عليه .
و ولي الحسبة بالقاهرة كالمكره على ذلك و عين وكيلا لبيت المال ثم استعفي من وكالته .
وفاته رحمه الله : 
توفي سنة 772 هـ و قد رثاه جماعة من الائمة رحمه الله و ممن رثاه الشيخ الامام العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصايغ قال :
أتيت يا دهر بخطب عظيم ,, و جئت بالامر الممر الجسيم 
الجاهل الناقص ابقيته .. و رحت بالفاضل عبد الرحيم .
رحم الله الامام شيخ الاسلام جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن بن علي الاموي القرشي الاسنوي و عن جميع مشايخ الاسلام أجمعين.
-----------------------------------
ترجمة الشيخ جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن الاسنائي- مخطوط
رحلة ابن بطوطة 
تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

هناك تعليقان (2):