مخطوط : توالي المنح في أسماء ثمار النخل ورتبة البلح .. للشيخ بدر الدين القرافي
تاريخ المخطوط : القرن العاشر الهجري
مؤلف المخطوط : محمد بن يحيى بن عمر بن أحمد بن يونس (939-1008هـ/1533-1600م). وتلقّبه كتب التراجم ببدر الدين القَرافي القاضي المصري المالكي. والقَرافي، وهو اللقب الغالب عليه، نسبة إلى القَرافة، وهي محلة بالقاهرة. ويشاركه في هذا اللقب كثيرون ممن انتسبوا إلى محلة القرافة.
نصّ متن المخطوطة
" بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الحمد لله وحده. والسلام على مَن أقام به لواء الحق ومجده. وبعد، فهذه رسالة سمّيتها بـ " توالي المنح، في أسماء ثمار النخل ورتبة البلح"، دعاني إلى ذلك مَن له عليّ حق الولاية، ومزيد العناية، ووافر الرعاية، وقلت داعيا لجنابه:دام عماد الدين والفضل على ..... مرِّ الدهور مولياً خيرَ مِنَح
تُجنى ثمارُ الفضلِ من أشجارهِ .... رُطَباً جنياً بعد بُسْرٍ وبَلَح
وذلك عندما جرى الكلام في عبارة القاموس، وأن فيها تخالفا في هذا المقام، وبالله التوفيق:قال في الصحاح : " البَلَحُ قبل البُسْر، لأن أول التَمْر طَلْعٌ، ثم خَلال، ثم بَلَح، ثم بُسْر، ثم رُطَب، ثم تَمْر. الواحدة بَلَحَة." انتهى.
ونحوه قول صاحب القاموس ، فيه: " البَلَح (مُحرّكة) بين الخَلال والبُسْر." انتهى.
ومؤدى كلامهما أن الخَلال رتبة سابقة على البَلَح.
ووقع في القاموس في باب اللام ما يخالف ذلك، إذ قال:"وخَلال (كسَحاب):البَلَح."انتهى، وفيه تجوز.
وقد نقل الشيخ أبو الحسن الشاذلي في شرح لغات مختصر الشيخ خليل عن أهل اللغة أن رتبته، أعني البَلَح، قبل البُسْر وبعد الخَلال، كما هو في الصحاح والقاموس في باب الحاء، ونصه:
" البُسْر (بضم الباء): المُنَصِّف (بضم الميم وفتح النون وكسر الصاد المهملة المشددة)، واحدته بُسْرة (بإسكان السين وضمها). قال أهل اللغة: أول تَمْر النخل،طَلْع وكافور،ثم بَلَح،ثم بُسْر،ثم رُطَب، ثم تَمْر."
ولم يذكر في القاموس أيضا البَلَح في باب الراء، عندما تكلم على البُسْر، ونصّه هناك:
" وقول الجوهري ' أول البُسْر طَلْع ثم خَلال إلى آخره' غير جيد. والصواب: أوله طَلْع، فإذا انعقد فَسَياب، فإذا اخضر واستدار فَجَدال وسَراد وخَلال، فإذا كَبِر شيئا فَبَغْو، فإذا عَظُم فبُسْر، ثم مُخَطَّم، ثم مُوكَّت، ثم تُذْنوب، ثم جُمْسَة، ثم ثَعْدَة وخالِع وخالِعة، فإذا انتهى نُضْجُه فَرُطَب ومَعْو، ثم تَمْر. وبسطت ذلك في "الروض المَسلوف، فيما له اسمان إلى أُلُوف". انتهى
والذي للقاضي عياض درجات النخل سبعة: الطَلْع، والإغريض، والبَلَح، والبُسْر، والزَّهو، والرُطَب، والتَمر. وهذا مذهب أكثر أهل اللغة.
وقوم يجعلون البُسْر بعد الزهو، وهو الذي يستعمله الفقهاء. والزهو ابتداء طيب تمر النخل واصفراره واحمراره، ويُقال فيه: أزهى يزهي. وجاء في بعض روايات الحديث: يزهو، وقالوا: لا يصح. وقال أبو زيد: "زهى وأزهى، ولم يُعرف للأصمعي أزهى" انتهى.
وقد نظمتُ ما رتّبه القاموس، فقلت:
... لقد عَدَّ في القاموس عشرا وواحدا
لأسماء تمر النخل قد صحّ مَحسوبُ
فأوله طلع سباب خلاله
ويعقبه بُسْرٌ مُخطّمٌ مَجْنوبُ
موَكَّت مسبوقُ المُخَطَّم
على وفقِ ترتيبٍ ويتلوهُ تُذْنُوبُ
جميسة يتلوه وثَعدةُ بعده
كذا رُطَبٌ تمرٌ به تمَّ مطلوبُ
ومَجنوب صفة لمُخَطَّم لا معدود، وأُسقط بَغْو لكونه في حكم الخَلال.
وقد نظمتُ ما رتبه القاضي عياض فقلتُ:
وأسما ثمار النخل سبعٌ كما حكى
عياض زكى مثوى وقد صَحَّ معدودُ
فأولُها طَلْعٌ وإغريض بعده
كذا بَلح بُسْر به طاب مجرودُ
ويزد به زهو كذا رطب حلى
ويعقبه تمرٌ به تمّ مقصودُ
وقد نظمتُ ما رتّبه الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى فقلتُ:
وأسما ثمار النخل في العدِّ سبعةٌ
حكاها بليغٌ طيَّبَ اللهُ مثواهُ
فطلعٌ وكافورٌ خلالٌ مرتباً
كذا بلحٌ بُسرٌ وقد طاب حلواهُ
كذا رطبٌ تمرٌ به تمَّ أمرُها
وأهل اللغا قالوه لا تعدُ فحواهُ
تمت الرسالة المفيدة بحمد الله وعونه وحسن توفيقه. والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله. والحمد لله ربّ العالمين."
ليس هناك داع لكتابة (رابط التحميل ) طالما هناك شروط عسيرة ... صفحة تراثية ثقافية تاريخية !!!!!!
ردحذفاي شروط تلك التي هي عسيرة ؟
حذف