الجمعة، 24 أغسطس 2018

الأصول التاريخية لتسمية بعض البلدان الصعيدية


 الأصول التاريخية لتسمية بعض البلدان الصعيدية 


ترجع تسمية كثير من البلدان العربية لاحداث تريخية او لجماعة بشرية سكنت المكان او لموقعة حربية او على احد من الشخصيات التاريخية من قادة او زعماء او علماء و اولياء و لصعيد مصر الاعلى نصيب من

 هذه التسميات حيث ترجع اسماء بعض البلاد او القرى و النجوع
  لوقائع مهمة كنزول قبائل بها او وقوع معارك او لوجود  اضرحة
 لبعض العلماء او الصالحين او ارتباطها بشخصيات تاريخية شهيرة
 وسنتعرض في هذه الرسالة الصغيرة لبعض هذه النماذج في تسمية
 بعض بلدان الصعيد الاعلى .




1- الحلة :
من القرى القديمة اسمها الاصلي كوم الشقاف و ردت بهذا الاسم في

 معجم البلدان كوم الشّقاف قرية على شرقي النيل بأعلى الصعيد كانت

 عندها وقعة بين الملك العادل أبي بكر بن أيوب أخي صلاح الدين وبين

 قوم من بني حنيفة عرب فقتل منهم العادل في غزاته على ما قيل ستين

 ألفا وذلك لفساد كان منهم و لما نزل بها العرب عرفت بالحلة و هي الان

 من قرى مركز اسنا   .

2- كيمان المطاعنة :
الكيمان جمع كوم و هي تسمية عربية حيث كان يوجد ناحية قديمة تسمى الجبلين وردت في التحفة من أعمال القوصية و ذكر جوتييه في قاموسه ان مدينة الجبلين الواقعة غرب النيل بين اسنا و ارمنت تحت جبل الشيخ موسى كان اسمها  و قد عرفت هذه الناحية في عهد الحرب باسم الجبلين و اختفى اسم باتير القديم .
و في العهد العثماني اختفى اسم الجبلين وسميت الناحية باسم المطاعنة نسبة الى جماعة عرب المطاعنة المستوطنين بها و هي الان تتبع مركز مدينة اسنا.


3- البغدادي: 

من البلدان الحديثة اصلها من توابع ناحية البياضية التي هي أيضا من

 توابع الاقصر و تنسب هذه القرية الى الشيخ عبد المؤمن بن عبد

 الوهاب البغدادي المعروف بان المجبر التاجر الموصلي البغدادي قدم

 القاهرة و كان واليا على قوص مات اواخر شعبان سنة 742هـ م هي

 تتبع محافظة الاقصر .



4- الجبلاو :


اصلها من توابع قنا ثم فصلت عنها في تاريخ 1259 هـ باسم عرب

 الجبلاو سنة 1262هـ باسمها الحالي .

5- المفرجية:

من القرى القديمة كانت تسمى دمامين وردت في التحفة بهذا الاسم من

 اعمال القوصية و ذكر اميلينو في جغرافيته قرية باسم قال انها من

 نواحي قسم ارمنت ولم يستدل عليها لاختفاء اسمها ذكرها الادريسي في


 نزهة المشتاق بين قوص و قمولة باسم دماميل و قال انها مدينة محدثة

 حسنة البناء طيبة الهواء كثيرة الزراعات و الحنطة و سائر الحبوب و

 أهلها اخلاط و الغالب عليهم أهل المغرب و الغريب عندهم مكرم

 محفوظ مرعي الجانب و في أهلها مواساة بالجملة.

و كان اسمها الرسمي بداية من العصر العثماني دماميل و في تاريخ سنة

 1231هـ وردت باسم دمامل و كان هذا هو الاسم الرسمي الى عهد

 قريب و لاستهجان الاسم طلب اهلها تغيره و تسميتها المفرجية نسبة

 الى الشيخ مفرج صاحب المقام الكائن بها و صدر قرار بذلك في سنة

 1930م.

و الشيخ مفرج كما ذكره الامام السيوطي في كتاب حسن المحاضرة ج1
 هو : أبو الغيث مفرج بن موفق بن عبد الله الدماميني صاحب
 المكاشفات المووفة و المعاني المعروفة كان من مشاهير الصالحين و
 ممن ترجى بركاته و اشتهرت كراماته توفي في جماد الاولى سنة
 648هـ و قد قارب التسعين .

6- أبو شوشة :


هي احدى قرى مركز نجع حمادي تنسب أبو شوشة الى أبي الشوشة


 أبن عمر بن عبد العزيز الهواري الذي تولى امارة الصعيد بجرجا في

 عهد السلطان برقوق بعد واقعة بدر بن سلام في سنة 782هـ

  و بعد اسماعيل بن مازن الذي قتله علي بن غريب فولي بعده عمر بن

 عبد العزيز الهواري و بعد وفاته تولى ابنه المعروف بابي الشوشة و

 فخم امرع و كثر ماله و انشا هذه القرية في القرن الثامن الهجري .

7- الشاورية:


وردت في تاج العروس قرية بالصعيد من اعمال قمولة نسبت الى بني


 شاور حيث نزلوا بها ومنهم شاور السعدي الجذامي  وزير العاضد آخر

 خلفاء الفاطميين بمصر و اصلها من توابع ناحية (هو) ثم عنها باسم

 الشاورية و الريسية في سنة 1231هـ .

8- العركي:


 

اثار قلعة شيخ مشايخ الهوارة همام بن يوسف بالعركي

أصلها من توابع فرشوط احدى بلاد الصعيد بمحافظة قنا حاليا ثم فصلت

 عنها في سنة 1259هـ و جاء في تاج العروس : انها قرية بالصعيد

 الاعلى على شاطئ النيل و الصواب انها واقعة بارض حاجر الجبل

 الغربي بعيدة عن شاطئ النيل و هي نسبة الى عرك احد فروع قبيلة

 جهينة القضاعية و من عرك محمد بن واصل شيخ عرك الذي كانت له

 مع المماليك وقائع و معارك انتهت بهزيمته و تشتت امر العرب في

 الصعيد وقتها  .

الذي كان يلقب با
لأحدب، لطوله وانحناء قامته، وبلغ من قوته أن نادى

 بالسلطة لنفسه، وجلس في جتر، وجعل خلفه المسند، وأجلس العرب

 حوله، ومد السماط بين يديه، وأنفذ أمره في الفلاحين، فلما عظم أمره

 عقد أمراء المماليك المشورة في عام 754ه في أمر عرب الصعيد،

 وقرروا تجريد العسكر لهم. " فحشد محمد بن واصل شيخ عرك

 جموعه، وصمم على لقاء الأمراء، وحلف أصحابه على ذلك. وقد اجتمع

 معه عرب منفلوط وعرب المراغة، وبني كلب، وجهينة، وعرك، حتى

 تجاوزت فرسانه عشرة آلاف فارس تحمل السلاح سوى الرجالة

 المعدة، فإنها لا تعد ولا تحصى لكثرتهم، وجمع الأحدب مواشي أصحابه

 كلهم وأموالهم وغلالهم وحريمهم وأولادهم، وأقام ينتظر قدوم العسكر "

 وشن المماليك الحملة عليهم، وبعث أمراء المماليك " ليؤمن بني هلال

 أعداء عرك، ويحضرهم ليقاتلوا عرك أعداءهم، فانخدعوا بذلك،

 وفرحوا به، وركبوا بأسلحتهم، وقدموا في أربعمائة فارس، فما هو إلا

 أن وصلوا إلى الأمير شيخو " قائد المماليك " حتى أمر بأسلحتهم

 وخيولهم فأخذت بأسرها ووضع فيهم السيف، فأفناهم جميعاً " . وقامت

 معارك عنيفة بين الحلف العركي والمماليك، وقتل من الجانبين خلق

 كثير، وطورد العرب إلى بلاد السودان، " ولم يبقى بدوي في صعيد

 مصر " ووصف ابن إياس نهاية هذه المعركة فقال: " ثم إن الأمراء

 مشوا وراء العربان الذين هربوا مسيرة سبعة أيام حتى دخلوا أطراف

 بلاد الزنج، ثم رجع الأمراء والسلطان إلى الديار المصرية " .

وصفوة
القول أن جهينة في الفترة التي بين 698 - 754ه كان لها نصيب

 وافر في المقاومة، وأن هذه الحركة انتهت بهجرة كثير منهم إلى بلاد

 السودان. ومن الممكن أن نربط بين هذه الأحداث وبين ما ذكره ابن

خلدون في قوله: وانتشروا " أي جهينة أو جيهنة وبلى معاً " ما بين صعيد

 مصر والحبشة، وكاثروا هنالك سائر الأمم، وغلبوا على بلاد النوبة،

 وفرقوا كلمتهم وأزالوا ملكهم. وحاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا العهد

  . 

هناك تعليق واحد: