السبت، 18 أغسطس 2018

إحترس المغالطات المنطقية .. أساليب خداعية يلجأ اليها البعض

إحترس المغالطات المنطقية ... أساليب خداعية يلجأ اليها البعض 



المنطق هو دراسة مناهج الفكر وطرق الاستدلال السليم، وفي المقام الأول يدرس في تخصصات الفلسفة و الرياضيات و علم الحاسوب و علم الالة ا. ويعتبر أرسطو أول من كتب عن المنطق بوصفه علماً قائماً بذاته، وسميت مجموعة بحوثه المنطقية اورغانون، فكان القياس في نظر أرسطو هو صورة الاستدلال، ولكن بقيام النهضة الأوروبية ونهضة العلوم الطبيعية أصبح المنطق علماً مختلفاً نوعا ما عن منطق أرسطو فظهر منطق الاستقراء الذي كان رائده فرانسيس بيكونواستكمله بعد ذلك جون ستيوارت ميل و هناك أيضاً جانب المنطق الرياضي الذي ابتدأه ليبتنز وعدّله برتراند راسل الذي ربط الرياضيات بالمنطق وجعلها امتداد له.
و تعرف المغالطة على انها اسْتِدلال خاطئ يقع فيه المَرْء بدون قَصْد إلى تَضْليل غيره و يعرفها علماء المنطق على انها قياس فاسد إما من جهة الصورة أو من جهة المادة أو من جهتهما

[الاحتكام الى عامة الناس ]
----------------------------------------
هي مغالطة منطقية كثيرا ما نشاهدها في الجدل الذي ينشأ بين الخصوم او في القضايا التي يطرحها البعض للنقاش فيلجأ اليها المحاور او المناظر و أصحاب القضايا في ردودهم على الخصم كدليل و برهان على صحة القضية التي يتبنونها .
و المغالطة المنطقية هي : ( أنماط من الحجج الباطلة التي تتخذ صورة الحجج الصحيحة ).
والمغالطة التي سنبينها هي مغالطة (الاحتكام إلى عامة الناس) بدلا من الاحتكام الى "العقل "او هي محاولة انتزاع التصديق على فكرة معينة بإثارة مشاعر الحشود و عواطفهم بدلا من تقديم حجة منطقية صائبة .
و الناظر و المتأمل في التاريخ سيرى أن أفكار الكثرة و اعتقاداتهم كثيرا ما تبين خطأها الذريع و بطلانها التام .
ويجب علينا ان نعلم ان "الاعتقاد "غير "البينة" و إن اتسع نطاق الاعتقاد بقضية ما هو أمر غير ذي صلة بصدق القضية ذاتها او كذبها انما يتحدد ذلك بالوسائل العقلانية الخاصة التي تستخدم الأدلة و المعلومات الصحيحة التي يمكن منها ان تستمد النتائج بطريقة منطقية .


يعود انتشار هذه المغالطة و رواجها الى ميل البشر الى ان يسلكون مسلك الخراف فينضوون معا حول المريح و المألوف و السائد و يروقهم الانقياد و الائتلاف و مجاراة القطيع في وجهته .
تتخذ مغالطة " الاحتكام الى الناس" ثلاثة أشكال رئيسية هي :-
1- الصورة الاولى عربة الفرقة الموسيقية (خلينا مع الزفة) :---------------------------------------------------------------------------------------
تنتج هذه المغالطة نتيجة لميلنا الغريزي لان ننساق مع الحشد و مفادها انه اذا كان عامة الناس تعتقد شيئا ما او تختار مسلكا معينا من الأفعال فلا بد ان يكون هذا الفعل او الاعتقاد صحيحا و ان يكون أحق بالإتباع .
الأمثلة :
1- 90 مليون مصري لا يمكن ان يكونوا على خطأ.
2-الصورة الثانية 
( التأسي بالنخبة) 
-------------------------------
 
في هذه المغالطة يتم الاقتداء بالصفوة المختارة بدلا من عامة الناس و صورتها :
"جميع او اغلب الممتازين من الناس يعتقدون او يفعلون (ق) ، إذن (ق) صحيحة.
مثال : صفوة المثقفين يعتنقون العلمانية هذه الأيام 
إذن العلمانية هي الفلسفة الصحيحة و علي ان اعتنقها .
الصورة الثالثة  
( التلويح بالعلم ، التذرع بالوطنية):
-------------------------------------------------

يقول صموئيل جونسون " الوطنية هي أخر ملاجئ الأوغاد" 
في هذه المغالطة يلجأ المتحدث الى المشاعر القومية او الوطنية ليدعم بها حجته لو موقفه ، او ليهدم موقفا أخر باعتباره منافيا للوطنية او القومية .

**********************المراجع : 
المغالطات المنطقية - عادل مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق